هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    ليس للكردي إلاّ الريح

    avatar
    shermola


    ذكر عدد الرسائل : 8
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 07/11/2007

    ليس للكردي إلاّ الريح Empty ليس للكردي إلاّ الريح

    مُساهمة من طرف shermola الثلاثاء نوفمبر 20, 2007 9:17 pm

    محمود درويش
    ليس للكردي إلاّ الريح

    إلى أفضل من كتب باللغة العربية منذ عقدين من الزمان، إلى سليم بركات



    يَتَذكّرُ الكرديُّ، حين ازورُهُ، غَدَهُ...
    فيُبٍِْعدُهُ بمُكنسة الغبارِ: إليكَ عنّي!
    فالجبالُ هي الجبالُ. ويشربُ الفودكا
    لكي يُبقي الخيالَ على الحياد: أَنا
    المسافرُ في مجازي، والكراكي الشقيَّةُ
    إخوتي الحَمقََى. وينفُضُ عن هُويَّتِهِ
    الظلالَ: هُويَّتي لُغتي. أنا... وأنا.
    أنا لغتي. أنا المنفيّ في لغتي.
    وقلبي جمرةُ الكرديِّ فوق جبالِهِ الزرقاء.../

    نيقوسيا هوامِشُ في قصيدته،
    ككل مدينةٍ اخرى. على درّاجةٍ
    حمل الجهاتِ، وقال: اَسْكُنُ أَينما
    وَقَعَتْ بيَ الجهةُ الاخيرةُ. هكذا
    اختار الفراغَ ونام. لم يَحْلُمْ
    بشيء مُنْذ حَلَّ الجِنُّ في كلماتِهِ،
    [كلماتُهُ عضلاتُهُ. عضلاتُهُ كلماتُهُ]
    فالحالمون يُقَدِّسون الامسَ، أَوْ
    يَرْشُون بوّابَ الغد الذهبيِّ...
    لا غَدَ لي ولا أمسِ. الهُنَيْهَةُ
    ساحتي البيضاء.../

    منزله نظيفٌ مثلُ عَين الديكِ...
    منسيٌّ كخيمة سيّد القوم الذين
    تبعثروا كالريش. سَجَّادٌ من الصوف
    المجَعّد. مُعْجَمٌ مُتآكلٌ. كُتُبٌ مُجَلَّدةٌ
    على عَجَلٍ. مخدّاتٌ مطرَّزَةٌ بإِبرة
    خادم المقهى. سكاكينٌ مُجَلَّخةٌ لذبح
    الطير و الخنزير. قيدو للإباحيات.
    باقاتٌ من الشوك المُعَادِلِ للبلاغةِ.
    شُرْفَةً مفتوحةٌ للإستعارة: ها هنا
    يتبادَلُ الاتراكُ و الإغريقُ أدوارَ
    الشتائم. تلك تَسْلِيتَي و تَسْلِيةُ
    الجنود الساهرين على حدود فُكاهةٍ
    سوداء.../

    ليس مسافراً هذا المسافرُ، كيفما اتَّفَقَ...
    الشمالُ هو الجنوبُ، الشرقُ غَرْبٌ
    في السراب. ولا حقائبَ للرياحِ،
    ولا وظيفةَ للغبارِ. كأنه يُخفي
    الحنينَ الى سواهُ، فلا يغنّي... لا
    يُغَني حين يدخُلُ ظِلُّه شَجَرَ الاكاسيا،
    او يبلِّلُ شَعرَهُ مَطَرٌ خفيفٌ...
    بل يُناجي الذئبَ، يسأَله النزالَ:
    تعال يا ابن الكلب نَقْرَعْ طَبْلَ
    هذا الليل حتى نوقظ الموتى. فانَّ
    الكُرْدَ يقتربون من نار الحقيقة،
    ثم يحترقون مثل فراشة الشُّعَراء.../

    يعرفُ ما يريد من المعاني. كُلُّها
    عَبَثٌ. وللكلمات حيلَتُها لصيد نقيضها،
    عبثاً. يفضّ بكارةَ الكلمات ثم يعيدها
    بكراً الى قاموسه. ويَسُوسُ خَيْلَ
    الابجدية كالخراف الى مكيدته، ويحلقُ
    عانَةَ اللُغةِ: انتقمتُ من الغياب.
    فَعَلْتُ ما فعل الضبابُ بإخوتي.
    و شَوَيْتُ قلبي كالطريدة. لن اكون
    كما اريد. ولن احبَّ الارض اكثر
    أَو أَقلَّ من القصيدة. ليس
    للكرديِّ الاّ الريح تسكنُهُ و يسكُنُها.
    و تُدْمِنُهُ و يُدْمنُها، لينجوَ من
    صفات الارض و الأشياء.../

    كان يخاطب المجهولَ: يا ابني الحُرّ!
    يا كبش المتاه السرمديّ. إذا رأيتَ
    أباك مشنوقاً فلا تُنْزِلْهُ عن حبل
    السماء، ولا تُكَفِّنْهُ بقطن نشيدك
    الرَّعَوِيِّ. لا تدفنه يا ابني، فالرياحُ
    وصيَّةُ الكرديِّ للكرديِّ في منفاهُ،
    يا ابني... والنسورُ كثيرةٌ حولي
    وحولك في الاناضول الفسيح
    جنازتي سريَّةٌ رمزيّةٌ، فَخُذِ الهباءَ
    الى مصائره، وجِرَّ سماءك الاولى
    الى قاموسك السحريِّ. واحذرْ
    لَدْغَةَ الأَمَلِ الجريحِ، فانه وَحْشٌ
    خرافيّ. وأنت الآن... انت الآن
    حُرّ، يا ابن نفسِكَ، انت حُرٌّ
    من ابيك و لعنة الاسماء.../

    باللغة انتصَرْتَ على الهُوَيَّةِ،
    قُلْتُ للكرديِّ، باللغة انتقمتَ
    من الغيابِ
    فقال: لن أَمضي الى الصحراءِ
    قُلْتُ: ولا أَنا...
    ونظرت نحو الريح/
    - عِمْتَ مساء
    - عمت مساء!
    bave roni
    bave roni
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 86
    تاريخ التسجيل : 30/10/2007

    ليس للكردي إلاّ الريح Empty رد: ليس للكردي إلاّ الريح

    مُساهمة من طرف bave roni الأربعاء نوفمبر 21, 2007 8:43 am

    مشكورررررر على النقل الحلو


    ليس للكردي إلاّ الريح 260329 ليس للكردي إلاّ الريح 260329
    avatar
    shermola


    ذكر عدد الرسائل : 8
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 07/11/2007

    ليس للكردي إلاّ الريح Empty رد: ليس للكردي إلاّ الريح

    مُساهمة من طرف shermola الأربعاء نوفمبر 21, 2007 1:15 pm

    يا اهلا ابو روني

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 2:29 pm